كتابات-زياد طارق
الجماعات الوظيفية /
كمصطلح هو مرادف لمفهوم فكرة ” الإحتلال الناعم ” التي تعقب الإحتلال العسكري لبلدٍ ما أو تكون سابقة له وتمهيدا لإحتلاله ، معنى الجماعات الوظيفية ، هي عبارة عن مجموعات خارجة من المجتمع تقوم بممارسات لايستطيع العدو القيام بها في ذلك المجتمع ، وهي تشمل صورا متعددة ، منها مايختص في المجال السياسي ومنها مايختص بمجال الثقافة او الحضارة ومنها مايكون مختصا بالجانب الأمني والإقتصادي وحتى التعليمي ،
فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر كُتب الدكتور القدير ” علي الوردي ” عالم الأجتماع ، لوجدنا أنه يمارس جلدا للذات وإستهانة بالحضارة الشرقية وحتى المجتمع الشرقي نفسه لوجدنا بذلك العجب العُجاب ، ولكن في المقابل نراه يُقدس المجتمعات الغربية والحضارة الغربية ويرى بها ذلك النموذج الذي لابد للشرق من أن يحتذوا به متجاهلا طبيعة المكان والبيئة الجغرافية الشرقية التي تختلف عن الغرب تماما ،
وأيضا حينما نسمع البعض بإنهم يُطالبون بحل ” المؤسسة العسكرية ” وتكليف قوة ما مكانهم للقيام بدور تلك المؤسسة هو أيضا من عمل الجماعات الوظيفية لصالح البلد الذي جنّد أولئك ، وغيرها الكثير من عمل تلك الجماعات ، والأخطرُ من ذلك كله محاولات تغييب مثقفي هذا البلد وروّاده وإستبدالهم بروّاد آخرين والإستشهاد بإقوالهم لقلب هذا المجتمع على روّاده وقمعهم وقمعَ أفكارهم وتغييبهم بالكامل وعمل تغييب فكري لذلك المجتمع وإنسلاخة من كل ما يثبُتُ هويّته وإنتمائهُ لهذا المجتمع ،
وهنا لا بد من الإشارة الى أن تنظيم داعش منذ دخوله وسيطرته على المحافظات السنية أيضا عمل على تجنيد جماعات وظيفية لصالح مخططه ، وذلك عن طريق إرسال وتجنيد ( أئمة وخطباء المساجد ذوات المنهج التكفيري المتشدد ) في الأنبار والموصل تحديدا مما جعل قسم كبير من الأهالي يُساندون التنظيم على حساب التمدد الشيعي وتعسف وتهميش الحكومات لسكان تلك المناطق .
ــ الجماعات الوظيفية : للدكتور عبدالوهاب المسيري ، في موسوعة ” اليهود واليهودية والصهيونية “